في ظلّ الظروف القسرية والقاسية التي تولدها الحرب العدوانية التي تشنها قوات الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، عقدت الهيئة العامة لجمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) صباح يوم السبت الموافق السابع من أيلول (سبتمبر) 2024 اجتماعها السنوي العادي في مقرها الرئيس بمدينة رام الله وباستخدام تقنية "التييمز" مع أعضاء الجمعية في قطاع غزة، وفي الخارج. وقد حضر الاجتماع اثنان وخمسون عضوا/ة من أصل ثمانية وستين من أعضاء الهيئة العامة في تحدٍ واضحٍ لما يسعى الاحتلال لفرضه على أبناء شعبنا.

 

بعد التأكد من النصاب القانوني للاجتماع، افتتح رئيس مجلس إدارة الجمعية، م. سلام الزاغة الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت وحداد على أرواح شهداء شعبنا، ثم تلا جدول الأعمال، وتمت المصادقة عليه.

 

وفي أعقاب ذلك قدّم رئيس مجلس الإدارة تقرير المجلس بعد ترحيبه بالحضور، وذكر أنّ الهيئة العامة للإغاثة الزراعية تعقد اجتماعها العادي في هذا العام وشعبنا الفلسطيني يتعرض إلى أبشع عدوان وحرب إبادة جماعية من قبل قوات الاحتلال الغاشمة والمدعومة من أعتى القوى الإمبريالية في العالم، وفي ظل عجز الهيئات الدولية عن تنفيذ قراراتها لوقف العدوان وعودة النازحين إلى بيوتهم، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة. وأشار إلى تعميق هذا العدوان ليشمل الضفة الغربية. واستعرض التطورات الخطيرة التي عصفت بالقضية الوطنية الفلسطينية، ما تسَبَّبَ ذلك في خلقِ آثار سلبية بالغة على مجمل القطاعات في البلاد، وبخاصة في قطاع غزة. وفرضت تلك الآثار تحدياتٍ جديدةً على المؤسسات الرسمية والأهلية والقطاع الخاص، تلك التحديات التي سوف تستمر لعدة سنوات قادمة. 

 

وفي كلمته، تطرق رئيس مجلس إدارة الإغاثة الزراعية إلى تأكيد المؤسسة على أهمية التخطيط الإستراتيجي كأسلوب علمي ومنطقي لمواجهة المستجدات ولتوجيه مواردها وإمكانياتها نحو تحقيق رؤيتها وأهدافها. وتناول موضوع الممتلكات، وأكد على حرص مجلس الإدارة الشديد على الإستغلال الأمثل للممتلكات والعناية الدائمة لها وكذلك الحرص على البعد القانوني بضمان تسجيلها بصورة رسمية لا شائبة بها. 

 

وفي كلمة مجلس الإدارة، أكد رئيسه على قضايا الحوكمة في المؤسسة، وذكر أنّه تم الإعلان عن وظيفة المراقب الداخلي والذي نتوقع أن يتم اختياره وتعينه خلال الفترة القريبة المقبلة، وذلك كبداية لبناء وحدة متكاملة للتدقيق الداخلي، للقيام بالتدقيق على الإغاثة الزراعية وشركاتها التابعة وبتبعية كاملة لمجلس الإدارة وبالتعاون مع الجهاز التنفيذي.

كما واستعرض م. سلام الزاغة واقع شركة ريف لخدمات التمويل الصغير، وشركة الريف للاستثمار والتسويق الزراعي المملوكتين للإغاثة الزراعية، وذكر أن العمل جارٍ على تطوير أدائهما لتحقيق رسالة وأهداف الإغاثة التي تأسست الشركات من أجل تحقيقها. 

 

وفي نهاية كلمته استعرض مجلس الإدارة مهمات المجلس القادمة كاستمرار العمل الحثيث مع الإدارة التنفيذية لتعميق مشاريع الإغاثة الطارئة في قطاع غزة والضفة الغربية، وتعزيز دوره في حياة المؤسسة وإنشاء لجان من داخله تتابع العديد من الملفات واستكمال إجراءات إنشاء مقر للمجلس، واستكمال إجراءات تعيين المراقب الداخلي وانشاء وحدة التدقيق الداخلي، والعمل على استقطاب كفاءات من الهيئة العامة أو من خارجها لمجالس إدارة الشركات المملوكة، واستكمال إجراءات إنجاز الخطة الاستراتيجية 2025 / 2029.

 

التقرير الإداري والفني

من جهته، استعرض مدير عام جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) أ. منجد أبو جيش التقرير الإداري والفني للعام 2023، وقدّم تلخيصا للإنجازات التي حققتها الجمعية رغم الظروف التي شهدتها البلاد، وبخاصة في الربع الأخير من العام، وفي قطاع غزة بشكل أساسي. 

 

وقال إن الإغاثة الزراعية استشعرت المخاطر التي قد يتعرض لها شعبنا في القطاع بعد السابع من أكتوبر، وسارعت منذ الأسبوع الأول لحرب الإبادة الجماعية بتقديم المساعدات العينية لأهلنا هناك، ثم شرعت بتجنيد الأموال ضمن حملة "أغيثوا غزة" لتقديم الغذاء والماء ووسائط الإيواء والنظافة الصحية ومستلزمات الأطفال والملابس وغيرها من المساعدات. وقد شملت المساعدات أكثر من 430,000 مستفيدة ومستفيد حتى آواخر عام 2023.

 

ذكر أبو جيش أنّه تم استصلاح وتأهيل (9800) دونم، وشق طرق زراعية بطول (64) كم، وتدريب (97) مهندسا زراعيا ومهندسة، تركيب (47) نظام طاقة شمسية، توفير (67) منحة صغيرة ومتوسطة، فضلاً عن المساعدات التي قُدِّمَت في قطاع غزة وقيادة شبكة المنظمات الأهليه في القطاع. وبلغ عدد المستفيدين من خدمات الإغاثة في العام المذكور (222) ألف مستفيد ومستفيدة، نصفهم من النساء. وبعد النقاش المستفيض للتقرير، وإبداء العديد من الملاحظات الجوهرية، أقرت الهيئة العامة التقرير بالاجماع مع الأخذ بعين الاعتبار تلك الملاحظات.

 

التقرير المالي

وجرى عرض التقرير المالي لجمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) المنفرد، والتقرير المالي الموحد الذي يضم تقرير الجمعية وتقريريّ شركة الريف للاستثمار والتسويق الزراعي وشركة ريف لخدمات التمويل الصغير المملوكتين للإغاثة الزراعية، مع تقديم تقرير المدقق الخارجي. وتم إقرار التقريرين المنفرد والموحد بالاجماع بعد مناقشتهما. 

 

تقرير لجنة الرقابة

وجرى كذلك تلاوة تقرير لجنة الرقابة الذي ركز على موضوع المتلكات والمتابعات التي حصلت بخصوص أرض البباي في أريحا، وأرض الإغاثه رام الله، والترحيب بإضافة (25) عضوا جديدا للهيئه العامة. وتم إقرار تقرير لجنة الرقابة أيضا.