أمام احتمالات الاتفاق على وقف إطلاق النار: من الاستجابة الطارئة إلى التعافي المبكر بأفق سياسي تحرري
2025-07-08
date_range
أكد منسق شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، المهندس تيسير محيسن، خلال لقاءٍ تشاوري عقدته شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية اليوم في غزة، أن قطاع غزة يعيش، منذ أكتوبر 2023، تحت وطأة حرب إبادة شاملة طالت البشر والحجر والشجر، وخلفت دمارًا كارثيًا في البنية التحتية ومنظومة الخدمات الحيوية، وشكلت تهديدًا وجوديًا للمجتمع الفلسطيني في القطاع.
وأشار محيسن إلى أن اللقاء هدف إلى إجراء مراجعة شاملة للتجربة الراهنة، وبناء توافق بين منظمات العمل الأهلي حول أولويات المرحلة القادمة، لا سيما في ظل الحديث عن صفقة تهدئة محتملة. وشدد على أن المرحلة المقبلة – سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا – تمثل طورًا جديدًا من أطوار حرب الإبادة المستمرة.
ودعا محيسن منظمات المجتمع المدني إلى تبني مفهوم "اليوم التالي من منظور فلسطيني تحرري"، يقوم على الربط بين الأبعاد الإنسانية والسياسية والحقوقية، ويرتكز على التحول من حالة الطوارئ إلى مسار التعافي، عبر المحاور التالية:
المطالبة بوقف شامل لإطلاق النار وتوفير الحماية الدولية
ضمان تدفق المساعدات الإنسانية ورفض تسييسها أو التحكم فيها
إطلاق عملية تعافٍ مخططة وتشاركية
الاستثمار في الإنسان وتعزيز الصمود والتنظيم المجتمعي
الدفع باتجاه مسارات سياسية عادلة، وإصلاح النظام السياسي الفلسطيني
وفي مستهل اللقاء، عرض محيسن عددًا من السيناريوهات المحتملة للمرحلة المقبلة، سواء في ظل تهدئة مؤقتة أو استمرار الحرب، مؤكدًا على ضرورة الاستعداد لها من خلال خطط مرنة ومركبة تجمع بين متطلبات الاستجابة الطارئة ومقومات التعافي، مع التركيز على تعزيز الحوكمة وبناء قدرات جديدة في إدارة الأزمات والتحول المؤسسي.
وختم محيسن بالتأكيد أن التعافي الحقيقي لا يمكن أن يكون مجرد إعادة إعمار بلا حرية، ولا تطبيعًا مع الكارثة، بل يجب أن ينبثق من إرادة فلسطينية حرة، تُعيد بناء المجتمع، وتصون الهوية والكرامة، وتفتح أفقًا سياسيًا عادلًا ومنصفًا.