منسق شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة يحذر من انهيار المنظومة المجتمعية ويدعو لتشكيل قيادة جماعية وطنية لإدارة الشأن الداخلي

2025-07-20

date_range

في ظل استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، وما يرافقها من تجويع وترويع وتدمير شامل لمقومات الحياة، عبّر خبير تنموي ومنسق شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة عن قلقه البالغ إزاء تصاعد مظاهر الفوضى وغياب التنظيم الذاتي، وتزايد عمليات النهب والسطو على شاحنات المساعدات الغذائية والطبية، محذرًا من أن هذه الظواهر تهدد بشكل مباشر قدرة المواطنين على الصمود، وقد تدفع عاجلًا أو آجلًا نحو "حرب الكل ضد الكل" وانهيار آخر الحصون الوطنية والاجتماعية.

وقال تيسير محيسن  في بيان صدر عنه اليوم:
"أعبر عن بالغ استغرابي وأسفي لعجز المجتمع الغزي حتى اللحظة عن تنظيم ذاته بما يضمن الحد الأدنى من الأمن والغذاء والحماية، في ظل أوضاع إنسانية كارثية ومعاناة غير مسبوقة يعانيها السكان، وخاصة النازحين الذين تجاوز عددهم أكثر من مليون ونصف إنسان بلا مأوى أو غذاء أو دواء."

ودعا في بيانه كل القوى الوطنية والتنظيمات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني واللجان الشعبية والهيئات الدينية والوجهاء والمخاتير وكبار العائلات إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية دون تأخير، والتحرك العاجل من موقع الفعل الميداني وليس الاكتفاء بالصمت أو التبرير، من خلال تشكيل قيادة جماعية مسؤولة ومساءلة تتولى تنظيم الجبهة الداخلية وإدارة الشؤون الحياتية اليومية للناس.

وأضاف:
"لقد آن الأوان، وقد استفحلت الظواهر السلبية وشارف الناس على هاوية الجوع وانعدام الأمن، أن نعلن البراءة العلنية من كل من يتورط في أعمال السرقة والنهب والفوضى، وأن نرفع أي غطاء عشائري أو تنظيمي أو اجتماعي عنهم، ونفعل أعرافنا المجتمعية والدينية والثورية التي من شأنها ردعهم ومنع مزيد من الانهيار."

وأكد محيسن أن مواجهة الفوضى والعصابات والانفلات المجتمعي مسؤولية وطنية لا تقل أهمية عن مقاومة العدوان، مشددًا على أن وحدة المجتمع وصموده هو السلاح الأهم في وجه الاحتلال الذي يسعى إلى تمزيق النسيج الوطني وتحويل المجتمع الغزي إلى بيئة متصارعة على البقاء.

وفي ختام بيانه، وجه منسق شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة ، تيسير محيسن ، نداءً لكل المخلصين والشرفاء للانخراط الفوري في مبادرات حماية ذاتية، وإطلاق حملات توعية شبابية ومجتمعية ترفض الفوضى والجريمة، وتفعيل كل الوسائل المتاحة لفرض الانضباط المجتمعي حفاظًا على كرامة وأمن الشعب الفلسطيني.