الإغاثة الزراعية تطلق برنامج تدريب المهندسين الزراعيين في غزة والضفة

2025-07-29

date_range

 

غزة ورام الله - أطلقت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) اليوم برنامج تدريب المهندسين الزراعيين حديثي التخرج في الضفة الغربية وقطاع غزة، بمشاركة 33 مهندسًا ومهندسة من تخصصات زراعية متنوعة، وذلك في إطار التزامها المتواصل بتأهيل الكوادر الشابة وخلق فرص حقيقية لهم في القطاع الزراعي.

 

ويهدف البرنامج إلى تزويد الخريجين الجدد بالمهارات التقنية والعملية اللازمة لتمكينهم من الاندماج في سوق العمل والمساهمة الفاعلة في تطوير الإنتاج الزراعي، خاصة في المناطق الريفية المهمّشة والمتأثرة بالأزمات المتكررة. ويشكّل البرنامج مساحة متخصصة لبناء القدرات وربط المعرفة النظرية بالتطبيق العملي، من خلال تدريبات ميدانية مكثفة وشراكات مع مؤسسات زراعية ومراكز بحثية في المناطق المستهدفة.

 

وجاء إطلاق البرنامج هذا العام في ظروف استثنائية، حيث نُظم اللقاء الافتتاحي عبر تقنية الاتصال المرئي بمشاركة متزامنة من الضفة الغربية وقطاع غزة. واستُهل اللقاء بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء في قطاع غزة، بما فيهم ثلاثون مهندسًا ومهندسة من خريجي البرنامج في دوراته السابقة، والذين استشهدوا منذ بداية العدوان المتواصل على القطاع.

 

وفي كلمته خلال اللقاء، عبّر المدير العام للإغاثة الزراعية الأستاذ منجد أبو جيش عن اعتزازه العميق باستمرار هذا البرنامج الحيوي رغم التحديات الجسيمة التي يواجهها الميدان، مؤكدًا على أهمية دعم الخريجين الجدد وتمكينهم من لعب دور ريادي في النهوض بالقطاع الزراعي الفلسطيني، ومشيدًا بالإصرار الكبير لفريق البرنامج في غزة على الاستمرار في العمل وتوفير التدريب للمشاركين رغم الظروف القاسية.

 

كما شارك من قطاع غزة كل من عضو مجلس الادارة الدكتور عبد الرزاق سلامة، المهندس تيسير محيسن، والمهندس علي وافي الذين أكدوا على أن مواصلة البرنامج في ظل ما يمر به القطاع من دمار واسع هو رسالة صمود واضحة، ويجسد الالتزام الحقيقي تجاه الشباب الفلسطيني رغم التحديات الإنسانية والميدانية الصعبة. وأشار المتحدثون إلى أن القطاع الزراعي في غزة يعاني من تدهور حاد نتيجة التدمير الممنهج للبنية التحتية الزراعية، الأمر الذي يجعل من وجود مهندسين زراعيين مؤهلين ضرورة ملحّة للمساهمة في جهود الإنعاش وإعادة الإعمار.

 

ويمثل هذا البرنامج ركيزة أساسية في جهود بناء القدرات الزراعية في فلسطين، وأحد أكثر التدخلات استدامة وتأثيرًا في مسار تأهيل المهندسين الزراعيين الشباب، حيث وصلت هذه الدورة إلى رقم 38 في الضفة الغربية و28 في قطاع غزة، وتمكّن البرنامج منذ انطلاقه من تأهيل أكثر من 1200 مهندس ومهندسة زراعيين على مدار السنوات الماضية، ليشكل بذلك رافعة حقيقية لقطاع الزراعة من خلال رفده بكفاءات شابة قادرة على القيادة والإنتاج والتطوير.

 

ويكتسب البرنامج بُعدًا وطنيًا خاصًا في ظل الحرب المدمرة في قطاع غزة، وما يقابلها من حصار اقتصادي وتضييق على القطاع الزراعي في الضفة الغربية، الأمر الذي يجعل من تأهيل المهندسين الزراعيين تدخلًا استراتيجيًا لتعزيز الإنتاج والصمود في كلا المنطقتين.

 

وفي ظل تزايد التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي في قطاع غزة، تبرز أهمية هذا البرنامج كاستثمار مباشر في رأس المال البشري القادر على قيادة استجابة تنموية فعالة في الميدان الزراعي. فالمهندسون الزراعيون الشباب الذين يتلقون هذا النوع من التدريب لا يمثلون فقط طاقة بشرية مؤهلة، بل يشكلون عنصرًا أساسيًا في تعزيز صمود المجتمعات المحلية، ودعم الإنتاج الزراعي، وضمان استدامة سلاسل التوريد الغذائية في وجه التهديدات المتصاعدة.

 

يُنفذ هذا البرنامج ضمن أنشطة مشروع "تعزيز سبل العيش المستدامة والفرص الاقتصادية الشاملة في المجتمعات الريفية في الأراضي الفلسطينية المحتلة – أرضي 2"، والممول من وزارة الخارجية لحكومة دوقية لوكسمبورغ.