الإغاثة الزراعية تحذر من كارثة بيئية تهدد السكان والنازحين بسبب استمرار الحرب وتدعو إلى تدخلات عاجلة

2024-06-06

date_range

غزة - في الوقت الذي تتصاعد فيه الهجمات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي للمناطق السكنية في محافظة رفح، ومخيم البريج وشرق دير البلح، والتي أجبرت السكان على النزوح بموازاة إغلاق معبر رفح البري وعرقلة دخول المساعدات والوقود، تحذّر جمعية الإغاثة الزراعية من كارثة بيئية تهدد حياة السكان، خاصة في مخيمات النزوح في قطاع غزة.

 

وأوضحت الإغاثة الزراعية أن استمرار تصعيد وتيرة الحرب تسبب في ارتفاع أعداد النازحين إلى حوالي 2 مليون مواطن في محافظتي دير البلح وخانيونس، وتحديدا بعد إجبار النازحين على النزوح من محافظة رفح.

 

وأضافت أن استمرار حظر دخول الوقود واستهداف الطواقم الإغاثية والخدماتية أدى إلى زيادة غير مسبوقة في كميات النفايات المتراكمة. وتشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن ما لا يقل عن 270 ألف طن من النفايات تراكمت في مواقع المكبات المؤقتة التي أنشأتها البلديات مؤخرًا على مقربة من المناطق السكنية بسبب عدم وجود خيارات قابلة للتنفيذ. كما تشير المعلومات إلى أن في مدينة غزة يتراكم نحو 100,000 طن من النفايات الصلبة في مكبات عشوائية وشوارع المدينة.

 

ونوهت الإغاثة الزراعية إلى معاناة النازحين نتيجة الظروف البيئية المعقدة وعدم توفر الاحتياجات اللازمة لعمل البلديات والجهات المقدمة لخدمات المياه والصرف الصحي، وخاصة الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه والصرف الصحي. الأمر الذي أدى إلى انتشار وطفح المياه العادمة ومياه الصرف الصحي وتراكم النفايات بشكل عشوائي بين تجمعات النازحين وفي المناطق الزراعية، مما تسبب في زيادة مستوى التلوث وتدهور الصحة العامة.

 

وأكدت الجمعية أن الأزمة البيئية تتفاقم في ظل ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة وعدم قدرة النازحين على توفير كميات كافية ومأمونة من مياه الشرب جراء شح المياه وصعوبة الوصول إلى مصادرها. علاوة على انتشار حشرة البعوض في ظل العجز والنقص في المواد اللازمة لمكافحتها.

 

وفي هذا السياق، أكدت الجمعية أن التحديات والقيود تضاعفت بشكل كبير في وجه البلديات نتيجة النقص في الموارد وانخفاض القوى العاملة، بالإضافة إلى الأضرار الكلية والجزئية التي تكبدتها جراء استهداف مرافق المؤسسات الخدماتية والمعدات والآليات، ومنها البلديات ومجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة للهيئات المحلية.

 

وأكدت الإغاثة الزراعية أن التأثيرات المباشرة لهذا التدهور البيئي طالت كافة مناطق قطاع غزة، وخاصة مخيمات النازحين، بشكل مباشر بسبب انهيار منظومة الخدمات. وتتلخص هذه التأثيرات في الآتي:

- انعدام مستوى النظافة وطفح مياه الصرف الصحي داخل وفي محيط مخيمات النازحين.

- خطر اختلاط مياه شبكات مياه الشرب بمياه الصرف الصحي وانتشار الحفر الامتصاصية.

- شح الموارد الطبيعية مثل المياه وانعدام مصادر الطاقة، وغياب خدمات الجمع الأولي للنفايات.

- زيادة التلوث البيئي وتلوث الهواء وانتشار الروائح الكريهة والحشرات ونواقل الأمراض وانتشار الأمراض المعدية إضافة إلى انعدام الأمن النفسي والراحة، ما يزيد التوتر والضغط النفسي.

 

وطالبت جمعية الإغاثة الزراعية بضرورة اتخاذ التدابير وتفعيل كافة الجهود من أجل مناصرة حقوق المواطنين في تأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة، ورفع مستوى الوعي البيئي والصحي بين النازحين في مخيمات اللجوء، وتعزيز الدور المجتمعي مع الجهات ذات العلاقة بهدف تحسين الواقع البيئي وتعزيز الحماية المجتمعية من خلال تنفيذ المبادرات المجتمعية خاصة في مجال البيئة، إلى جانب السعي لتوفير خدمات ملائمة تخفف من معاناة النازحين في مجالات المياه والصرف الصحي وإدارة النفايات بالتعاون مع الجهات المعنية.