"صمود المزارعين في غزة: قصص نجاح وتحديات في ظل دعم الإغاثة الزراعية

2024-07-09

date_range

 

 

أدت الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ تسعة أشهر إلى تدمير شامل للبنية التحتية، بما في ذلك القطاع الزراعي الذي يُعتبر أحد أعمدة الاقتصاد الفلسطيني وأحد المصادر الرئيسية للأمن الغذائي. تأثرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ودمرت المحاصيل والمعدات، مما أدى إلى فقدان العديد من الأسر المزارعة لمصدر دخلها الأساسي.

إلى جانب تدمير الأراضي، تسببت الحرب في نزوح جماعي للمزارعين وأسرهم، مما جعلهم يواجهون ظروفًا معيشية قاسية في مخيمات النزوح. في هذا السياق، تلعب الإغاثة الزراعية دورًا محوريًا في دعم المزارعين في غزة، مما يساهم في تعزيز صمودهم وعدم هجرة المزارعين لأراضيهم واستدامة دخل أسر المزارعين واستمرار العملية الزراعية.

المزارع جاسر أبو ناصر هو أحد المزارعين الذين استفادوا من تدخلات الإغاثة الزراعية. حصل على بذور وأدوات زراعية ساعدته في زراعة جزء من أرضه المتبقية. يصف أبو ناصر حالته قائلاً: "كانت أرضي مصدر دخلي الوحيد، لكن التجريف وإطلاق النار المستمر جعلنا نفقد كل شيء. اضطررنا للانتقال إلى حديقة المنزل وترك الأرض التي كانت مصدر رزقنا". بفضل المحاصيل التي زُرعت، تمكنت عائلة أبو ناصر من توفير غذاء لأفرادها وتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية، كما ساعد بيع الفائض في السوق المحلي في تأمين دخل بسيط.

عائلة أبو ناصر، التي تتكون من ستة أفراد، فقدت مصدر رزقها في أرضهم الواقعة في المنطقة الشرقية من مدينة دير البلح.

كذلك، استفاد المزارع محمد الرياطي من تدخلات الإغاثة الزراعية، حيث حصل على مستلزمات الزراعة الأساسية مثل البذور، الأسمدة، والأدوات الزراعية. يقول الرياطي: "بفضل دعم الإغاثة الزراعية، تمكنت من إعادة زراعة جزء من أرضي وتأمين بعض المحاصيل، وكانت تلك البداية لإعادة بناء حياتنا".

يوضح المزارع سالم أبو مشعل: "عندما حصلنا على البذور والمواد الزراعية، بدأنا في زراعة المساحة المتوفرة داخل المنزل بعد تدمير أرضنا التي كانت مصدر دخلنا الوحيد. أصبح لدينا الآن خضروات تكفي لسد احتياجات أسرتنا من الخضروات الطازجة، بل ونقوم بإعطاء جزء منها لجيراننا". يعيش أبو مشعل مع ثلاثة من أفراد عائلته في بيت صغير بسبب نزوح أحفاده من منطقة وادي السلقا الحدودية. استفاد أبو مشعل من الزيارات الإرشادية الزراعية التي نظمها مهندسو الإغاثة الزراعية، مما مكنه من إيجاد حلول للمشاكل الزراعية التي تواجهه في المزرعة في أثناء الخطر.

المهندس الزراعي محمد أبو عبيد أيضًا أحد المستفيدين، حيث تمكن من الإقامة مع أسرته في الأرض الزراعية الخاصة بالعائلة بفضل توفير المستلزمات الزراعية من مؤسسة الإغاثة الزراعية. تمكن من زراعة وإنتاج محصول الذرة وبيعه في السوق المحلي، مما ساعده على تأمين دخل لعائلته وحسن وضعهم المعيشي.

ورغم كل التحديات، يظل المزارعون في غزة مصممين على مواجهة الاحتلال والصمود. يوضح حسين: "نحن نزرع لنبقى. الزراعة ليست فقط مصدر دخل، بل هي تحدي البقاء والوجود ودعم لصمودنا. بفضل دعم الإغاثة الزراعية، نشعر بأننا قادرون على البقاء والاستمرار رغم كل الصعوبات."

تم تصحيح النص وفقاً للمعلومات المتاحة، إذا كان هناك أي تعديلات أخرى ترغب فيها يمكنني مساعدتك.