وسط التحديات القاسية التي يواجهها أهلنا في خان يونس ودير البلح، تنبثق مبادرة نسوية مميزة تهدف إلى صناعة وتوزيع الخبز الطازج للأسر النازحة.

في ظل الظروف القاسية التي نواجهها، كانت هذه المبادرة بمثابة بصيص من الأمل. لقد وفرت لنا مصدر دخل يساعد في تلبية احتياجاتنا الأساسية"، تروي أم يوسف، السيدة الأربعينية النازحة من غزة إلى منطقة السوارحة، تجربتها مع هذه المبادرة.

ففي خضم الأزمات اليومية والمتكررة التي تعصف بقطاع غزة، تبرز مبادرة نسوية فريدة من نوعها تهدف إلى دعم الأسر النازحة في محافظتي خان يونس ودير البلح بالخبز الطازج.

هذه المبادرة، التي تنفذها الإغاثة الأولية الدولية بالشراكة مع الإغاثة الزراعية وبدعم من الصندوق الإنساني، تسعى إلى تقديم المساعدات الغذائية للنازحين في مراكز الإيواء والمجتمعات المضيفة المتضررة من الحرب.

وتسرد أم يوسف أن العمل في صناعة وتوزيع الخبز الطازج أعاد لها شعورها بالكرامة والإنسانية ومنحها الفرصة لتقديم المساعدة لمن هم في حاجة. "لم تكن المبادرة النسوية مجرد عمل لتأمين الغذاء والأجر؛ بل كانت رسالة مناصرة تعزز قدرتنا على مواجهة التحديات بشكل جماعي."

تسهم هذه المبادرة في تعزيز الروابط الاجتماعية بين النساء النازحات، حيث تتيح لهن فرصة التفاعل والتفاهم مع بعضهن البعض. تقول أم يوسف: "التعاون مع نساء أخريات يمررن بنفس الظروف ساعدنا في تخفيف التوتر والضغط النفسي."

كما أن التقييم الإيجابي من المستفيدين ومنظمي المبادرة يعزز من شعورهن بالإنجاز. "هذا الدعم يعطينا دافعًا للاستمرار في تقديم أفضل ما لدينا، ويجسد قوتنا الجماعية وقدرتنا على إحداث تغيير إيجابي حتى في أحلك الأوقات والظروف."

في النهاية، تبقى هذه المبادرة مثالًا حيًا على كيفية تحويل الأزمات إلى فرص، وتؤكد أن النجاح لا يزال ممكنًا تحقيقه في ظل التحديات.

هذه المبادرة تأتي ضمن مشروع المساعدات الغذائية الأساسية للنازحين في مراكز الإيواء والمجتمعات المضيفة المتضررة من الحرب، الذي تنفذه الإغاثة الأولية الدولية (PUI) بالشراكة مع جمعية التنمية الزراعية - الإغاثة الزراعية (PARC) وبدعم من الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة (oPt-HF).