معاناة المزارعين الغزيين: أرض محروقة وأمل مستباح

2024-03-20

date_range

 

غزة/في ظل استمرار الحرب الدائرة في قطاع غزة، يتعرض المزارعون إلى تحديات متزايدة تهدد لقمة عيشهم واستمرارية عملهم الزراعى. حيث يتعرض المزارعون للخسائر المالية الهائلة جراء تدمير المحاصيل والبنى التحتية الزراعية نتيجة القصف المتكرر، فإن هذا الوضع يؤثر بشكل كبير على قدرة سكان غزة في توفير الغذاء لأسرهم. وقدرت الاحصائيات الأولية خسائرهم بملايين الدولارات، وأضحى سكان القطاع مهددين بالمجاعة لعدم توفر الغذاء الكافي

إلى جانب ذلك، يواجه المزارعون صعوبات في الحصول على المواد الزراعية اللازمة بسبب الحصار المفروض على القطاع ومع تقلص الفرص الاقتصادية، يجد المزارعون أنفسهم مضطرين إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

واستمعت طواقم الإغاثة الزراعية العاملة في الميدان من خلال زيارات ميدانية لتجمعات المزارعين في الخيام عن الدمار الكبير الذي طال المنشآت الزراعية على امتداد قطاع عزة وتجريف الأرضي الزراعية وتدمير الطرقات الزراعية وشبكات وآبار الري، في وضع لم يتعرض له المزارعون منذ أكثر من عشرين عاما.

يقول المزارع عمار حجى ذو الأربعين عاما "إن القوات الإسرائيلية المتوغلة شرق مدينة غزة جرفت أشجار الزيتون الخاصة به المتربعة على نحو 5دونمات زراعية ودمرت شبكة الري الحديثة. وأشار حجى في حديثه لطواقم الإغاثة الزراعية إلى أن خسارته مزدوجة حيث أنه فقد جني محصول الزيتون من جانب، وأشجار الزيتون من جانب آخر مقدراً خسارته بنحو 20 ألف دولار. ولفت حجى في الوقت نفسه إلى أنه سبق أن تعرض لضرر بنحو 10 الاف دولار ولم يتلق التعويض في عدوان إسرائيلي سابق تعرض له القطاع في عام2021".

وحسب معطيات وزارة الزراعة "فأن المساحة المخصصة للمحاصيل الحقلية تصل الى نحو(30)  ألف دونم ، وأن الغالبية العظمي من الدونمات تتركز في المناطق الحدودية، مشير ة إلى أن إنتاجية تلك المساحة تعطي نحو (12 )ألف طناً..

وتشكل مساحة الأراضي الزراعية الواقعة في المناطق الحدودية 86 ألف دونماً زراعياً، مشكلة بذلك نسبة 50% من مجموع المساحة الزراعية وفقاً لدراسة حديثة. 

كما وأستمع طاقم الإغاثة الزراعية للخسائر التي تعرض لها قطاع الإنتاج الحيواني، فصاحب مزرعة دجاج لاحم   ناصر الظاظا من شرق قطاع غزة يتحدث بحسرة شديدة عن قذائف الدبابات والمدافع كيف قتلت أكثر من 10 الاف صوص والتي كان يجهزها لبيعها في السوق المحلي وتوفير احتياجات اسرته وتسديد الديون المتراكمة عليه للتجار 

ونوه الظاظا إلى أن خسارته تجاوزت 20 ألف دولار حيث أن الدمار أصاب المزرعة ومخزن الاعلاف إلى جانب تدمير خطوط المياه وشبكة الكهرباء.

يقول غسان النجار صاحب مزرعة دواجن في خزاعة جنوب قطاع غزة، انه فقد نحو 50 ألف صوص في مزرعته الحديثة في الأسبوع الأول للحرب حيث أن المزرعة تعتمد بدرجة كبيرة على الكهرباء للتحكم في درجات الحرارة والتهوية وهو لم يتوفر بسبب اغلاق المعابر وتدمير شبكات الكهرباء.

ولفت النجار إلى أن السوق في قطاع غزة متعطش للدواجن اللاحمة وبيض المائدة حيث أن الكميات المتوفرة شحيحة جداً وأن المساعدات من تلك الأصناف بالكاد تغطي جزء بسيط من احتياج السكان المحاصرين.

وشهدت مزارع تربية الدواجن في قطاع غزة قبل الحرب توسعاً في الأنظمة الحديثة مقارنة بالسنوات الماضية، حيث خلالها يتم التحكم بدرجات الحرارة والرطوبة، وتُعطي انتاجا أعلى ونفوق أقل مقارنة بالمزارع التقليدية.

وحسب معطيات وزارة الزراعة، فأن مزراع التربية الحديثة (98) مزرعة تعطي انتاج أكثر من (25%) من انتاج مزراع الدواجن في قطاع غزة.

وتطرقت الإغاثة الى الحصار الاسرائيلي الشديد على قطاع غزة والذي يعيق حركة المزارعين ويمنعهم من الوصول إلى أراضيهم بحرية والحصول على الموارد اللازمة للزراعة بالإضافة الى النقص الحاد في الموارد الأساسية مثل المياه والكهرباء، مما يجعل من الصعب عليهم الاستمرار في الزراعة والحفاظ على محاصيلهم.

واشارت الى ان الحروب المتكررة تسببت في تقليل الإنتاج الزراعي، مما يشكل تهديداً كبيراً على الأمن الغذائي لسكان غزة.

وبينت "ان قطاع غزة يشهد تدهورًا اقتصاديًا كبيرًا، مما يجعل من الصعب على المزارعين الحصول على الموارد اللازمة لمواصلة أعمالهم الزراعية وتطويرها".

ومع استمرار الحرب يتعرض المزارعون لضغوط نفسية هائلة ولخسائر مستمرة، مما يؤثر على صحتهم النفسية وقدرتهم على التعامل مع الصعوبات.

ونوهت الاغاثة الى معاناة المزارعين في قطاع غزة ليست مجرد معاناة يومية، بل هي صرخة تنادي بالمساعدة والدعم الدولي لإنقاذ قطاع زراعي مهمش ومحاصر، ولتمكين المزارعين من الاستمرار في تقديم إسهاماتهم في توفير الغذاء والاقتصاد لسكان قطاع غزة.

وعلى الرغم من هذه الصعوبات، يظل المزارعون الغزيون مصرين على الاستمرار في زراعة أراضيهم ورعاية محاصيلهم، إذ تمثل الزراعة لهم ليس فقط وسيلة للعيش بل ورمزًا للصمود والثبات في وجه الظروف القاسية.