جوري والماء: استعادة الطفولة وسط التحديات

2024-10-17

date_range

في احدى مخيمات النزوح بدير البلح، حيث تشتد حرارة الشمس فوق الخيام المهترئة، تعيش جوري، الفتاة ذات الأربع عشرة ربيعًا، حياةً مليئة بالتحديات. تبدأ جوري يومها برحلة تعبئة المياه، رحلة تستنزف طاقتها وحيويتها. تستيقظ مع شروق الشمس، وتجتمع مع أطفال آخرين لقطع مسافات طويلة تحمل فيها عبوات المياه الفارغة، منتظرة في طوابير طويلة للحصول على الماء.

تلك الرحلة اليومية سرقت من جوري فرصة اللعب والتعلم، مما جعل حياتها معركة يومية من أجل البقاء. ولكن مع مشروع: الاستجابة للاحتياجات الحرجة في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة العامة للنازحين في قطاع غزة​ بتنفيذ من  الإغاثة الأولية الدولية بالشراكة مع الإغاثة الزراعية توفير المياه الصالحة للشرب، تغيرت حياتها بشكل جذري. 

أصبح بإمكان جوري الآن تعبئة المياه بسهولة وسرعة، ولم تعد بحاجة للسير لمسافات طويلة. لقد أزالت هذه الخدمة العبء الثقيل الذي كان يثقل كاهلها وكاهل أسرتها. وبدلاً من القلق بشأن نقص المياه، أصبحت جوري تنظّم الطوابير مع سكان المخيم للحصول على المياه.

مع توفر المياه النظيفة، استعاد الكثير من الأطفال في المخيم جزءًا من طفولتهم. جوري، التي كانت تعاني من أعباء يومية، أصبح لديها وقت أكبر للعب ومساعدة والدتها وإخوانها. وقد استفادت الأسر النازحة جميعها من هذا التحسن، حيث أصبح بإمكانهم استخدام المياه في الطهي والتنظيف دون الخوف من الأمراض.

بفضل هذا المشروع، تحسنت مستويات المعيشة في المخيم، وأصبح سكانه قادرين على التمتع بحياة أكثر كرامة. جوري، اليوم، ليست مجرد طفلة تبحث عن الماء، بل فتاة تتمتع بحياة أفضل وبآمال جديدة.