الإغاثة الزراعية تصدر بيانًا حول إحياء الذكرى الـ49 ليوم الأرض "في الذكرى الـ49 ليوم الأرض "تأكيد الثبات والتجذر في أرضنا"
2025-03-29
date_rangeيخلّد الفلسطينيون ذكرى يوم الأرض في جو يسوده الألم والحزن، بسبب سياسات الدمار والتجويع الذي فرضه العدوان الأخير على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتأتي الذكرى السنوية ليوم الأرض هذا العام مع تجدد العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وشمال الضفة الغربية يرافقه إصرار من سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الاستمرار في تنفيذ سياسات التطهير العرقي والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في ظل التزايد المستمر لحصيلة ضحايا العدوان إلى "51 ألفًا و90 شهيدًا، , و120,404 جريحا[1]" منذ 7 أكتوبر/تشرين 2023.معظمهم من الأطفال والنساء ، ولا يزال عدد من الضحايا تحت الركام، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. حيث خلفت الحرب على غزة نحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
تأتي ذكرى الأرض هذا العام وقد لحقت أضرار جسيمة بالنظم الزراعية والغذائية، مما أدى إلى شلّ عمل البنية التحتية للمياه ومحطات التحلية، وإنتاج السلع الغذائية الرئيسية وسلالسل الإمداد، وتوفر الكهرباء. ولا يزال النقص الحاد مستمرًا في المياه الصالحة للشرب أو الاستخدام. وحتى أواخر كانون الأول/ديسمبر، تشير بعض التقارير إلى أن حوالي 97% من المياه الجوفية في غزة غير صالحة للاستهلاك البشري. وقبل العدوان الحالي، كان إنتاج الأغذية في غزة يسمح بالاكتفاء الذاتي من الفواكه والخضروات، حيث أدى العدوان إلى تعطيل هذا الأمر بشدة، وانخفاض سلامة المحاصيل وكثافتها في جميع أنحاء غزة مقارنة بالمواسم السابقة.
كما خلف العدوان دماراً هائلاً للمنظزمة التعليمية والصحية، حيث تم استهداف 357 مؤسسة تعليمية بالتدمير بشكل كامل وجزئي، وتدمير 34 مستشفى و80 مركزًا صحيًا، بالإضافة لاستهداف 162 مؤسسة صحية أخرى من قبل الاحتلال. وقدرت الأضرار المادية في غزة تُقدر بحوالي 30 مليار دولار، في حين تشير التقديرات إلى أن الاقتصاد الفلسطيني قد انكمش بنسبة 83% في عام 2024. ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في المساعدات الإنسانية.
وعلى صعيد الضفة الغربية تشهد الضفة الغربية تصعيدا اسرائيلياً لم يسبق له مثيل من خلال اقتحام المحافظات والمخيمات وتدمير البنية التحتية وهدم البيوت واجلاء المواطنين من بيوتهم والاستيلاء على الأملاك والأراضي وإقامة البؤر الاستيطانية حيث شهد العام 2024 وحتى وقتنا هذا تصعيدًا غير مسبوق في السياسات الاستيطانية لدولة الاحتلال، في سياق خطة ممنهجة لإعدام أي إمكانية قيام دولة فلسطينية، حيث صادرت سلطات الاحتلال خلال العام نحو 46,597 دونماً من الأراضي الفلسطينية تحت مسميات متعددة، أبرزها إعلان 20 ألف دونم كمحميات طبيعية، و1,073 دونماً لأغراض عسكرية، و24,597 دونماً كأراضي دولة. وضمن سياسة تدمير الممتلكات، نفذت قوات الاحتلال 684 عملية هدم طالت 903 منشآت فلسطينية، وفي سياق الاعتداءات، سجلت 16,612 اعتداءً منها 13,641 من قبل جيش الاحتلال و2,934 من قبل ميليشيات المستوطنين، أسفرت عن استشهاد 522 مواطناً في الضفة الغربية والقدس و10 آخرين على يد المستوطنين. كما استهدفت الاعتداءات المتعمدة على البيئة 14,212 شجرة، منها 10,459 شجرة زيتون.
في ذكرى يوم الأرض، يتعاظم صمود شعبنا الفلسطيني في ظل ظروف وأوضاع إنسانية قاسية خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، الذي يتعرض للإبادة والتهجير القسري. وإذ تُعيد تذكير الأسرة الدولية بالمأساة والمعاناة التي مر بها الشعب الفلسطيني ولا يزال منذ العام 1948، حيث العيش في حالة اللجوء والتشتت والانتهاك الدائم لحقوق الإنسان، وإذ تجدد التأكيد على حق الفلسطينيين المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما في ذلك الحق في تقرير المصير، وإنهاء احتلالها للأرض الفلسطينية.
وندعو مجلس الأمن للإسراع في القيام بدوره في متابعة إنفاذ قراره بوقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية وقرارات محكمة العدل الدولية القاضية بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين. كما نؤكد على ضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة لإغاثة المواطنين الفلسطينين، وتطوير آليات إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بما يضمن تدفقها بشكل كافٍ، وبما يساهم في وقف المجاعة والكارثة الإنسانية التي تسبب بها العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة حتى هذا اليوم.
كما وندعو الأمم المتحدة والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف، وأحرار العالم والمنظمات الدولية والإقليمية والمناصرين للقضية الفلسطينية لبذل كل جهد مطلوب وتفعيل حراكهم السياسي والدبلوماسي والشعبي لوقف العدوان الإسرائيلي ومعاناة المدنيين الكارثية قبل فوات الأوان، وبما يضمن إنفاذ قرارات محكمة العدل الدولية القاضية بحماية الفلسطينيين، ودعم الجهود الإغاثية للمؤسسات المحلية والمنظمات الدولية للقيام بدورها في إغاثة الشعب الفلسطيني، حتى إنهاء الاحتلال وتفكيك منظومة الاستعمار القائمة.
[1] الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني