نظّمت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) بالشراكة مع وزراة الزراعة ، جلسة حوارية متخصصة، بهدف مناقشة أبرز التحديات التي تواجه المزارعين، خاصة العاملين في زراعة البندورة، البطاطا، واللوزيات ، وبمشاركة مجموعة من المزارعين والخبراء في سلاسل قيمة المحاصيل الزراعية . 

وتأتي هذه الجلسة استكمالًا لسلسلة من اللقاءات السابقة التي نظّمتها المؤسسة، والتي ركزت على الاستماع لآراء المزارعين، وتحديد العقبات التي تعترض عملهم في مختلف مراحل الزراعة، التسويق، والإنتاج، وذلك ضمن جهود تطوير سلاسل القيمة للمحاصيل المستهدفة في إطار المشروع.

وخلال الجلسة، تم استعراض التحديات التي تم توثيقها سابقًا، مع التأكيد على أهمية الانتقال من التشخيص إلى العمل، من خلال وضع حلول عملية قابلة للتطبيق من شأنها تعزيز صمود المزارعين، وتحقيق تنمية زراعية مستدامة تسهم في تحسين دخلهم وظروفهم المعيشية.

ولتوسيع قاعدة المشاركة والخروج بأفكار عملية، تم تقسيم الحضور إلى مجموعات عمل، ناقشت كل منها أبعادًا مختلفة من التحديات المطروحة، وقدمت توصيات واضحة يمكن البناء عليها في المرحلة القادمة من تنفيذ المشروع.

وخرج المشاركون بتوصيات، أهمها: تشجيع استخدام السماد العضوي والحد من الاعتماد على السماد الكيماوي المستورد، لما لذلك من أثر في تقليل التكاليف والحفاظ على التربة وصحة المستهلك، دعوة الحكومة إلى تخفيض الضرائب على مدخلات الإنتاج الزراعي، لتخفيف الأعباء الاقتصادية عن المزارعين، تعزيز دور الإرشاد الزراعي وتفعيل حضور وزارة الزراعة في الميدان لتقديم الدعم الفني المستمر، دعم إنشاء مشاريع إنتاجية وطنية قائمة على المحاصيل المحلية، لتحسين قدرة المنتجات على المنافسة في السوق.

إضافة إلى ذلك، تحفيز مراكز البحث العلمي على إجراء الفحوصات والدراسات التي تقدم بدائل طبيعية وفعالة لمكافحة الآفات الزراعية، إعداد خطة وطنية شاملة لتنظيم القطاع الزراعي بمشاركة الجهات ذات العلاقة، بما يضمن تنسيق الجهود نحو أولويات حقيقية، تنظيم العقود الزراعية بما يضمن حقوق المنتجين والمستهلكين، وتشجيع إدخال نظام التأمين الزراعي للحد من المخاطر، ووضع خطط تنموية تضمن استمرارية العمل الزراعي.

وتعكس هذه الجلسة الحوارية حرص الإغاثة الزراعية وشركائها على العمل التشاركي مع المزارعين وصنّاع القرار، من أجل إيجاد حلول واقعية للتحديات المزمنة في القطاع الزراعي الفلسطيني. وتشكل التوصيات الصادرة خطوة نوعية نحو رسم سياسات زراعية أكثر عدالة واستدامة، تسهم في تحسين الأمن الغذائي، وتدعم صمود المزارعين في وجه التحديات الاقتصادية والبيئية والسياسية المتزايدة.