الإغاثة الزراعية تعقد اجتماع هيئتها العامة السنوي العادي

2025-08-26

date_range

رام الله- عقدت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) اجتماع هيئتها العامة في مركزها الرئيسي ، حيث شارك في الاجتماع (51) عضوًا من أصل (68) عضوًا، كما شملت المشاركة أعضاء الهيئة العامة للمؤسسة في قطاع غزة من خلال الفيديو كونفرنس وغيرها من وسائل التواصل، فضلا عن مشاركة مدير عام الإغاثة ومدير فرعها في القطاع.  

وفي بداية الاجتماع، وقف أعضاء الهيئة العامة دقيقة صمت وفاءًا واحترامًا لشهداء الشعب الفلسطيني، وبعد ذلك تمّ التأكد من استحقاق النصاب القانوني، وتلاوة واقرار محضر الجلسة. وفي أعقاب ذلك قدّم رئيس مجلس إدارة الإغاثة الزراعية م. سلام الزاغة تقرير مجلس الإدارة للهيئة العامة، وذكر أنّ قيام المجلس بعقد أربعة وعشرين اجتماعًا منذ انتخابه في شهر أوكتوبر 2022، منها ثمانية اجتماعات عقدها في عام 2024. 

وفي بداية كلمته، استعرض رئيس المجلس أبرز الانتهاكات والجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية ، وكذلك التطورات السلبية التي عصفت في الاقتصاد الفلسطيني، وما فرضته هذه التطورات من تحديات على الإغاثة الزراعية التي تمكّنت من تحويلها إلى فرص. وأكد على استمرار المؤسسة بالقيام بدورها الإنساني والتنموي عبر تقديم المساعدات الطارئة، وتنفيذ برامج متنوعة لدعم المزارعين والشباب والنساء. وقد أولى مجلس الإدارة اهتمامًا خاصًا بتعزيز الشفافية والحوكمة من خلال إنشاء دائرة للتدقيق الداخلي واعتماد خطة عملها. 

وأضاف م. الزاغة أن مجلس الإدارة أقرّ الخطة الاستراتيجية للأعوام (2025 – 2030) التي تشكّل خارطة طريق لعمل المؤسسة خلال المرحلة المقبلة، وتركّز على التحول الزراعي المستدام، التكيف مع التغير المناخي، التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء والشباب، تطوير الاقتصاد الأخضر والابتكار وريادة الأعمال، وتعزيز المناصرة والدفاع عن حقوق المزارعين والمجتمعات محليًا ودوليًا. واشار إلى أنّ هذه الخطة تمثل استجابة عملية للتحديات الراهنة وتترجم رؤية المؤسسة في تعزيز صمود شعبنا وتحقيق تنمية زراعية مستدامة.

كما واصلت الإغاثة الزراعية دورها القيادي من خلال رئاستها للجنة التنسيقية في شبكة المنظمات الأهلية بقطاع غزة، وهو ما عزز من قدرتها على التنسيق والتمثيل والمناصرة أمام الشركاء المحليين والدوليين، وأسهم في الحفاظ على استقلالية العمل الأهلي والإنساني. هذا الدور جعل من المؤسسة ركيزة رئيسية في جهود الإغاثة والاستجابة الإنسانية، خاصة في ظل النزوح والمعاناة غير المسبوقة التي يشهدها القطاع.

وعلى صعيد آخر استعرض م. الزاغة واقع الشركات المملوكة للإغاثة، حيث شهدت شركة الريف للاستثمار والتسويق الزراعي قفزة مهمة في مبيعاتها خلال عام 2024 نتيجة توسعها في الأسواق العالمية، بينما واجهت شركة ريف لتمويل المشاريع الصغيرة تحديات مالية نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة، ما يستدعي إعادة هيكلة وتطوير آليات عملها. حيث أكد مجلس الإدارة التزامه بمتابعة هذا الملف بما يضمن تعزيز استدامة الشركات ودورها في دعم المزارعين والاقتصاد المحلي. وفي أعقاب ذلك، قام مدقق الحسابات الخارجي (EY) والمدير المالي للإغاثة الزراعية بعرض التقرير المالي عن السنة المنتهية بتاريخ 31/12/2024، وبعد الاستفسارات عن بعض ما ورد في التقرير، تم إقراره بالاجماع.  

وقدّم المدير العام أ. منجد أبو جيش عرضًا أمام الهيئة العامة تناول فيه أبرز إنجازات المؤسسة خلال عام 2024، الذي كان عامًا استثنائيًا جراء استمرار العدوان على قطاع غزة لأكثر من 15 شهرًا مع نهاية العام 2024، وما نتج عنه من كارثة إنسانية أودت بحياة عشرات آلاف المدنيين، إضافة إلى مصادرة عشرات آلاف الدونمات وتهجير التجمعات في الضفة الغربية. في هذا السياق لعبت الإغاثة الزراعية دورًا محوريًا في الاستجابة الطارئة ودعم صمود المزارعين والمجتمعات، عبر تدخلات إنسانية وإغاثية واسعة شملت الأمن الغذائي، المياه والصرف الصحي، المأوى، والدعم النفسي والاجتماعي، مع وصول عدد المستفيدين إلى أكثر من ثلاثة ملايين حالة تدخل في غزة وقرابة ربع مليون في الضفة.

وعلى صعيد الإنجازات الميدانية، تمكّنت الإغاثة الزراعية في قطاع غزة من الوصول إلى مئات آلاف المستفيدين عبر التدخلات الطارئة، شملت توزيع 204,878 طردًا غذائيًا جافًا، و78,931 طرد خضار طازجة، وتوفير 51,551 كيس طحين، و157,324 وجبة ساخنة، إضافة إلى ضخ أكثر من 37,600 م³ من مياه الشرب، وتأهيل مراكز إيواء ودعم آلاف العائلات بمستلزمات أساسية. أما في الضفة الغربية، فقد استفاد أكثر من 219,745 مستفيدًا مباشرًا (و830,200 غيرمباشر) من برامج شملت تأهيل 472 دونمًا زراعيًا، إنشاء 14.3 كم طرق زراعية، تأهيل 13 بئرًا، تركيب أنظمة طاقة شمسية بقدرة 290 كيلو واط، إضافة إلى توفير 675 فرصة عمل وتأسيس 22 تعاونية ودعم 79 مشروعًا رياديًا وتنظيم 12 سوقًا ومعرضًا.

إلى جانب ذلك، عززت الإغاثة الزراعية شراكاتها المحلية والدولية مع منظمات كبرى مثل برنامج الأغذية العالم (WFP)، الوكالة اليابانية  (JICA)، مؤسسة كير (CARE)، والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة الى شركائها التقليدين مثل الأكسفام والأوتشا واللكسمبورغ والشركاء الإسبان وغيرهم الكثيرين  مما ساعد على استقطاب تمويلات وتنفيذ مشاريع حيوية. ورغم التحديات الميدانية المتمثلة في القيود الإسرائيلية، شح المواد، التضخم المالي، وضعف البنية التحتية، وضعت الجمعية توصيات استراتيجية أبرزها: توسيع الدعم الزراعي والطارئ، تطوير خطة وطنية للتعافي الزراعي، إنشاء صندوق لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز التكنولوجيا الزراعية والاقتصاد الأخضر بما يضمن استدامة الإنتاج والصمود المجتمعي. هذا وتمت مصادقة الهيئة العامة على التقرير الإداري بعد إجراء نقاش حوله.

هذا وأقرت الهيئة العامة مجموعة من القرارات التي من شأنها العمل على تطوير أداء الإعاثة الزراعية في ضوء التحديات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بما في ذلك توسيع نطاق العمل الإغاثي الإنساني في التجمعات الأكثر هشاشة وتهميشا مع مواصلة تنفيذ البرامج التنموية وبما يساعد على تعزيز صمود المزارع الفلسطيني وتوفير سبل العيش الكريمه في ظل اجراءات الإحتلال واعتداءات المستوطنين. 

وفي نهاية الاجتماع ناقشت الهيئة العامة استحقاقات إجراء انتخابات مجلس الإدارة في شهر أكتوبر المقبل، وقررت تمديد عمل المجلس الحالي حتى نهاية عام 2025 استنادا لقرار معالي زير الداخلية القاضي بتمديد صلاحية مجالس إدارات الجمعيات الخيرية التي تتشكل هيئاتها من الضفة الغربية وقطاع غزة لمدة ستة أشهر.