الإغاثة الزراعية تنظم جولة ميدانية في قرية مسلية وتعقد اجتماع اللجنة التوجيهية الثاني لمشروع "نحو زراعة خضراء في فلسطين: تطوير نماذج شاملة ومستدامة تسهم في النمو الاقتصادي الريفي"

2025-08-28

date_range

نظّمت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية)، بالشراكة مع جمعية تنمية المرأة الريفية، زيارة ميدانية لوفد من الوكالة الاسبانية للتعاون الانمائي الدولي (AECID)، ومؤسسة النهوض الاجتماعي (FPS)، إلى قرية مسلية بمحافظة جنين. والتقى الوفد خلال الزيارة برئيس مجلس قروي مسلية، السيد عماد أبو الرب، وعدد من أعضاء المجلس والمزارعين وممثلي لجنة الحماية المجتمعية في المنطقة.

واستمع الوفد إلى كلمة السيد عماد أبو الرب، الذي استعرض أبرز إنجازات مشروع "نحو زراعة خضراء في فلسطين: تطوير نماذج شاملة ومستدامة تسهم في النمو الاقتصادي الريفي". وأشار إلى أن المشروع ساهم في توسيع الرقعة الزراعية بالقرية وذلك عن طريق شق طرق زراعية جديدة وزراعة محاصيل جديدة، كما أسهم في تخفيف العبء المالي الناتج عن فواتير الكهرباء المرتفعة من خلال تركيب أنظمة الطاقة الشمسية. كما تحدّث عن التحسينات التي شهدتها محطة معالجة المياه في القرية، وحملات التوعية التي شجّعت المزارعين على استخدام مياهها، ما استدعى المجلس إلى تنظيم آلية توزيع المياه لضمان عدالة الاستفادة.

وأشاد أبو الرب بالشراكة الاستراتيجية بين المجلس القروي وجمعية الإغاثة الزراعية وجمعية تنمية المرأة الريفية، مؤكدًا أنها لعبت دورًا مهمًا في تعزيز صمود المزارعين والفئات الأكثر تهميشًا، خاصة النساء والأطفال، وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.

من جانبه، عبّر ممثل الوكالة الاسبانية للتعاون الانمائي الدولي، السيد خيسوس، عن إعجابه بالنتائج التي حققها المشروع، مشيدًا بإرادة الأهالي وتصميمهم على تحسين واقعهم، مؤكدًا أن هذه الروح هي الغاية الأساسية من دعمهم للمشروع.

كما قام فريق الإغاثة الزراعية ومجلس قروي مسلية باصطحاب الوفد الإسباني في جولة ميدانية للاطلاع على مشاريع تأهيل الطرق الزراعية وخطوط المياه، حيث عاين الوفد الأثر الإيجابي لهذه التدخلات على توسيع الرقعة المزروعة، وتحفيز المزارعين على استغلال أراضيهم بشكل أكبر.

وقدّم المدير العام للإغاثة الزراعية، الأستاذ منجد أبو جيش، عرضًا شاملاً حول تدخلات الجمعية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. وأوضح أن التدخلات الطارئة في قطاع غزة شملت توزيع الطرود الصحية والغذائية، وتوفير المأوى، والمياه الصالحة للشرب، إلى جانب إعادة تشغيل آبار المياه، وحفر آبار جديدة، ودعم مزارعي البندورة لتوريد منتجاتهم إلى الأسواق بأسعار منخفضة، تماشيًا مع تدني القدرة الشرائية لدى المواطنين في ظل الحرب والحصار.

وأشار أبو جيش إلى أن التدخلات في الضفة الغربية شهدت توسعًا ملحوظًا، نتيجة إصرار الجمعية على مواصلة العمل والتواصل مع الجهات المانحة لسد الفجوة الناتجة عن الأزمة المالية. كما تم تنفيذ تدخلات طارئة في شمال الضفة، ويتم التحضير حاليًا لتوسيعها لتشمل مناطق أخرى يُتوقع تدهور أوضاعها وفق المعطيات الراهنة.

وفي سياق متصل، قدّمت السيدة حنين زيدان، المديرة العامة لجمعية تنمية المرأة الريفية، شكرها العميق للحكومة والشعب الإسباني على دعمهم المتواصل للقضية الفلسطينية. وقدمت عرضًا حول أنشطة الجمعية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الحرب الأخيرة أدت إلى تدمير خمسة من أصل سبعة أندية نسوية كانت تشرف عليها الجمعية، حيث تحوّل أحد الناديين المتبقيين إلى مأوى لنساء نازحات، بينما يواصل الآخر تقديم خدمات للنازحين. وأضافت أن الجمعية استمرت في تقديم الدعم من خلال شراكاتها مع الإغاثة الزراعية ومؤسسات أخرى.

كما استعرضت زيدان أنشطة الجمعية في الضفة الغربية، والتي شملت توزيع الطرود الصحية والغذائية، وتقديم الإرشاد النفسي للأطفال، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع بالشراكة مع الأندية النسوية. ولفتت إلى أن الجمعية بصدد تنفيذ خطة تهدف إلى استهداف مواقع جديدة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للنساء.

وفي ختام الزيارة، عُقد الاجتماع الثاني للجنة التوجيهية لمشروع "نحو زراعة خضراء في فلسطين: تطوير نماذج شاملة ومستدامة تسهم في النمو الاقتصادي الريفي"، حيث جرى استعراض إنجازات المشروع لعام 2025، ومناقشة خطة العمل للعام المقبل. وضمّ الاجتماع ممثل التعاون الإسباني السيد خيسوس، وممثل وزارة الزراعة السيد حازم ياسين، ومديرة جمعية تنمية المرأة الريفية السيدة حنين زيدان، والمدير العام للإغاثة الزراعية الأستاذ منجد أبو جيش.