الإغاثة الزراعية تطلع وفد مؤسسة "كريستن ايد " على معاناة ريف دورا الغربي في محافظة الخليل  

الخليل - نظمت جمعية التنمية الزراعية ( الإغاثة الزراعية ) جولة ميدانية لممثلي مؤسسة (كريستن ايد ) البريطانية في موقعي بيت مرسم وسكا في الريف الغربي لمدينة دورا  ، حيث أطلعت الإغاثة الزراعية الوفد على ما يتعرض له المواطنين في البلدات  والخرب  والقرى من تهديدات ومخاطر و انتهاكات لحقوق الانسان جراء بناء  جدار الفصل العنصري الذي تمارسه سلطات الاحتلال في الاراضي الفلسطينية والتي أدت الى تهميش وانكشاف الأسر الفلسطينية في هذه المواقع    .

وتأتي هذه الزيارة في إطار رصد إحتياجات المواقع ولبناء قدرات المواطنين و مساعدتهم على رصد أهم المخاطر المحيطة بهم وتعزيز قدرتهم على مواجهتها من خلال لجان الحماية المجتمعية ووضع خطة مبنية على الاحتياج وجلب التمويل لها لتنفيذ مبادرات من خلال اشراك كافة الفاعلين والمؤسسات في هذه المواقع .

واطلع الوفد على معاناة السكان في بيت مرسم ، الذين يواجهون  العديد من التحديات والمخاطر، بما في ذلك مصادرة الأراضي لصالح بناء جدار الفصل العنصري وانعدام الاهتمام من المؤسسات الرسمية  بالإضافة لقلة وسائل المواصلات والطرق الداخلية، وقلة الإمكانيات في المدرسة الوحيدة بالخربة     وأنخفاض مستوى الدخل للافراد في الموقع الذين يعتمدون على العمالة اليومية والعمل في الزراعة وتربية الثروة الحيوانية بطرق تقليدية .

ويشار بالذكر ان خربة بيت مرسم هي تجمع سكان في ريف محافظة دورا الغربي، يبلغ عدد سكانها حوالي 800 نسمة ،  الخربة تعاني من نقص كبير في المرافق الحياتية  العامة ونقص شديد في تقديم الخدمات اليومية للسكان ، كما لا يوجد فيها  مجلس محلي وتفتقر الخربة   لجود أي من المؤسسات الرسمية والغير رسمية اضافة الى عدم وجود جمعيات قاعدية ولا توجد مؤسسات رسمية  .

كما قام الوفد بزيارة قرية سكا ، وتم الإلتقاء بلجنة الحماية المجتمعية في القرية والمجلس القروي ، واطلعوا على معاناة السكان من جدار الضم والتوسع الذي التهم الجزء الأكبر من أراضي القرية .

 

 واستمع الوفد للجنة الحماية المجتمعية الذين قدموا عرضا توضيحيا لأهم المبادرات التي نفذوها في الموقع والتي كانت بناء على خطة مجتمعية للحد من  المخاطر والكوارث الطبيعية والبشرية والتي تم التصويت عليها من قبل كافة الأطراف في الموقع ، خصوصا المبادرات التي تم تنفيذها بالشراكة مع الإغاثة الزراعية والتي تمثلت في حملات التوعية والتعقيم خلال جائحة كورونا إضافة الى  تنفيذ مبادرة  مجتمعية بناء" عبارة مياه " لتصريف مياه الأمطار للحد من المخطر في الشارع الرئيسي للقرية وكما وتم تنفيذ مبادرة مجتمعية داخل المدرسة من انشاء مظلات وترميم الساحات الداخلية للمدرسة  وترمين الوحد الصحية  فيها .

 

وتعمل الإغاثة الزراعية على تشكيل لجان الحماية المجتمعية في المواقع  من فئة الشباب المتطوع المؤمن بالعمل التطوعي وخدمة المجتمع   ، بهدف تعزيز دور الشباب في مجتمعاتهم و اعدادهم لقيادتها مستقبلا ، كما يمكن لأعضاء لجان الحماية تطوير مهاراتهم القيادية و الابداعية و استثمارها في نشاطات تطوعية تخدم المجتمعات المحلية و تدفع عنها اخطار الانتهاكات سواء من قبل الاحتلال او المخاطر المرتبطة بالكوارث الطبيعية والبشرية  و تضع الإغاثة الزراعية مجموعة من المعايير تختار وفقا لها التجمعات التي سيتم اختيار لجان الحماية المجتمعية منها ، كما يتم اخضاعهم لمجموعة من التدريبات و ورش العمل من أجل تطوير قدراتهم في مجالات تحديد الإحتياج و البحث و التوثيق  و دورات الإسعاف الاولي ، و بالعادة تتشارك الإغاثة الزراعية المجالس المحلية و طواقم الدفاع المدني في الإشراف على  تدريب المتطوعين بالإضافة لترتيب مجموعة من الزيارات التبادلية و الميدانية بين اللجان في المواقع المختلفة. 

ويشار الى أن مؤسسة كريستن ايد من المؤسسات الداعمة للشعب الفلسطيني من خلال تمويلها لمشاريع وأنشطة تسهم في تعزيز صمود المواطنين على أراضيهم ، وتفخر الإغاثة الزراعية بالعلاقة التاريخية مع هذه المؤسسة بوصفها مؤسسة شريكة وصديقة للشعب الفلسطيني ، حيث تعكس هذه الشراكة الطويلة الأمد والتفاني المشترك في تحقيق التنمية المستدامة وتقديم الدعم اللازم للمجتمعات المهمشة  من خلال تمويل مشاريع متعددة تشمل الزراعة والبنية التحتية والتعليم والصحة، تعمل المؤسسة بفخر على دعم مبادرات تسهم في تحسين جودة حياة الأفراد وتعزيز استدامة المجتمعات.