أكثر من 15 ألف مريض حصلوا على الرعاية الصحية في غزة من خلال شبكة من العيادات الطبية التي أنشأتها الإغاثة الزراعية
2024-08-12
date_range
قدمت الإغاثة الزراعية رعاية صحية لأكثر من 15,000 مريض خلال شهر تموز/يوليو 2024، عبر شبكة من العيادات الطبية التي أنشأتها في المناطق والأماكن التي نزحت إليها الأسر من محافظات قطاع غزة، وذلك في مواصي خانيونس وقرية الزوايدة. تأتي هذه الخطوة لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها سكان غزة. وتعتبر الرعاية الصحية حقًا أساسيًا لكل إنسان كما نصت عليه المواثيق الدولية مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
شهدت هذه العيادات إقبالاً كبيراً من المرضى منذ تأسيسها، حيث توزعت الحالات المرضية الشائعة بواقع: الأمراض الجلدية (20%)، ومرض الكبد الوبائي (30%)، والأزمات الصدرية والتهابات الجهاز التنفسي والنزلات المعوية (20%)، والأمراض الأخرى (30%) حسب الأعراض المرضية المتعارف عليها عند الفريق الطبي المعالج. تعكس هذه النسب التحديات الصحية الكبيرة التي تواجهها الأسر النازحة والمتضررة، حيث تتطلب هذه الظروف استجابة دولية عاجلة لضمان توفير الرعاية الصحية اللازمة للسكان المحاصرين.
وللتصدي لهذه التحديات، تعمل الإغاثة الزراعية على توفير العلاجات المناسبة لجميع الحالات المرضية الشائعة بالتعاون مع مؤسسات طبية مختلفة، بالإضافة إلى توزيع الأدوات الصحية الوقائية مثل المعقمات والمنظفات الشخصية. تركز البرامج الصحية التابعة للإغاثة الزراعية على تعزيز برامج التوعية الصحية لتثقيف المجتمع حول الوقاية من الأمراض وتحسين الممارسات الصحية.
تظهر معدلات وأنواع الأمراض نقصًا في جودة التغذية المقدمة للأطفال، مما يتطلب توفير الدعم الغذائي الكافي لضمان صحتهم ونموهم السليم. كما تبرز الحاجة إلى توفير دعم صحي ونفسي مستمر للنساء النازحات الوافدات إلى العيادات. لذلك، يجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم اللازم للمؤسسات الصحية في غزة، سواء من خلال تقديم الموارد الطبية أو تمويل البرامج الصحية الطارئة لضمان استمرارية تقديم الرعاية الصحية في ظل الظروف الصعبة.
ولتعزيز فعالية العيادات في تقديم الرعاية، توصي الإغاثة الزراعية بزيادة الموارد الطبية وتوفير الإمدادات اللازمة، وتطوير وتحسين الخدمات المقدمة، وتعزيز برامج التوعية الصحية والتثقيف المجتمعي. في هذا السياق، تبرز أهمية برامج التوعية الصحية التي تهدف إلى الوقاية من الأمراض وتحسين الممارسات الصحية بين السكان، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
يعكس افتتاح العيادات الطبية في مناطق مثل الزوايدة ومواصي خانيونس ضرورة الاستجابة العاجلة لمعالجة هذا الوضع الصعب. ومع ذلك، تواجه هذه الجهود تحديات كبيرة في ظل الأزمات المتفاقمة. إن الحصار المفروض على غزة يعوق قدرة المجتمع على الوصول إلى الرعاية الصحية والأدوية الأساسية، مما يستدعي إنهاء هذا الحصار فورًا كجزء من استجابة أوسع لتحسين الأوضاع الصحية في القطاع.
يكشف الانتشار الواسع للأمراض الجلدية والتهاب الكبد الوبائي والأزمات الصدرية والنزلات المعوية عن انهيار النظام الصحي بسبب الدمار الناجم عن الحرب والحصار.
حسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، خلال شهر تموز/يوليو، سُجل أسبوعياً حوالي 800 إلى 1000 حالة إصابة جديدة بالتهاب الكبد في مراكز الصحة والملاجئ التابعة للأونروا في مختلف أنحاء غزة. كما ارتفعت حالات التهاب الكبد الوبائي من 85 حالة فقط أُبلغ عنها قبل الحرب إلى ما يقرب من 40 ألف حالة أُبلغ عنها منذ بدء الحرب. تبرز هذه الأرقام الحاجة الملحة إلى تدخل المجتمع الدولي لتوفير الدعم الصحي لسكان غزة والعمل على تحسين الأحوال الصحية من خلال تقديم الدعم الفني والمادي وتخفيف المعاناة الإنسانية.
ويظهر التقرير تدهور وانخفاض مستوى التغذية، خاصة بين الأطفال، مما يستدعي تقديم دعم غذائي عاجل ومتكامل. علاوة على ذلك، فإن نقص التوعية الصحية قد أدى إلى ظهور سلوكيات صحية غير سليمة بين السكان. وهذا يتطلب تقديم دعم خاص للنساء والأطفال الذين يتأثرون بشكل أكبر من تدهور الأوضاع الصحية والتغذوية، وضمان حصولهم على الرعاية الصحية الملائمة.
ركزت الإغاثة الزراعية على تعزيز برامج التوعية الصحية مع المؤسسات الطبية ذات الاختصاص وإنشاء أقسام خاصة بالنساء والأطفال في العيادات لتلبية احتياجاتهم الصحية والتغذوية. كما أوصت بزيادة الموارد الطبية وتحسين الخدمات المقدمة، خاصة أن هذه التدخلات تأتي في ظروف معقدة بسبب الهجمات واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، الذي يفاقم من الأوضاع الصحية. وبالتالي، المطلوب فوراً إنهاء معاناة المدنيين من خلال وقف الحرب والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الحصار المفروض على القطاع، والسماح بمرور إرساليات الأدوية الطبية دون قيود أو عوائق إلى سكان القطاع.