إعادة تأهيل خزان الرحمة في خان يونس لمواجهة انقطاع المياه وتعزيز الأمن المائي في جنوب قطاع غزة
2025-03-20
date_rangeغزة - مع استمرار المعاناة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، يشكل توفير المياه الصالحة للاستخدام تحديًا يوميًا يواجه المواطنين، خاصة في ظل التدمير المتواصل للبنية التحتية ومع تصاعد الحرب واستمرار تداعياتها على الخدمات الأساسية، برزت الحاجة الملحة إلى إعادة تأهيل المنشآت الحيوية لضمان توفير المياه وتقليل معاناة الأهالي.
كان خزان الرحمة في مدينة خانيونس واحدًا من هذه المنشآت التي تعرضت لأضرار جسيمة، ما أثر بشكل مباشر على قدرة آلاف المواطنين الحصول على المياه الصالحة للاستخدام، خاصة النازحين الذين يعتمدون عليه كمصدر أساسي للمياه.
تبلغ سعة خزان الرحمة 5000 متر مكعب وهو شريان حياة رئيسي يمد عشرات الآلاف من سكان مدينة خان يونس وأطراف مدينة رفح بالمياه. لكن مع تصاعد الحرب واستمرار الاستهداف الممنهج للبنية التحتية، تعرض هذا الخزان لأضرار جسيمة أثرت بشكل مباشر على قدرته التشغيلية شملت تدمير أجزاء كبيرة من الهيكل الخرساني، وتعطل المضخات الرئيسية، وانهيار الخطوط الناقلة، مما تسبب في شلل شبه كامل في إمدادات المياه، ما جعل أكثر من 200 ألف مواطن، بمن فيهم النازحين من مناطق مختلفة من القطاع، في مواجهة خطر شح المياه الصالحة للاستخدام.
لم تقتصر الأضرار على البنية المادية للخزان فحسب، بل امتدت لتضاعف من حجم الأزمة الإنسانية التي تعيشها المدينة في ظل شح المياه وانقطاعها المتكرر، اضطر السكان إلى البحث عن مصادر بديلة، وغالبًا ما كانت تلك المصادر غير آمنة أو بعيدة، مما زاد من معاناة العائلات التي فقدت منازلها ووجدت نفسها في مراكز إيواء تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الأساسية كما أن تدمير الخزان أثر سلبًا على النظام الصحي والبيئي في المدينة، حيث بات انتشار الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة والالتهابات الجلدية والمعوية لا مفر منه.
في مواجهة هذه التحديات، جاء مشروع إعادة تأهيل خزان الرحمة كتدخل هام يهدف إلى إنقاذ حياة الآلاف وضمان وصول المياه بشكل آمن إلى سكان المنطقة. حيث نفذت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) بالشراكة مع منظمة كير الدولية، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، أعمال صيانة شاملة لإعادة الخزان إلى طاقته التشغيلية القصوى.
وشملت عمليات التأهيل إصلاح الهيكل الخرساني المتضرر، لضمان استدامته لفترات طويلة كما تم إعادة تأهيل المضخات الرئيسية التي تعرضت لأعطال جسيمة، إضافة إلى إصلاح وتجميع لوحة الكهرباء الرئيسية، التي تشكل القلب النابض لعمل الخزان. لم تقتصر الجهود على ذلك، بل امتدت لتشمل ترميم غرف الخدمات، وصيانة المولدات الكهربائية بقدرة إجمالية تصل إلى 750 كيلو فولت أمبير، مما يضمن استمرارية تشغيل الخزان.
وكما أولى المشروع اهتمامًا خاصًا بزيادة كفاءة الآبار المغذية للخزان، حيث تمت إعادة تأهيل بئر الكويتي وبئر التحدي، اللذين تصل قدرتهما الإنتاجية إلى 80 مترا مكعبا في الساعة لكل منهما، مما يعزز من استقرار الإمدادات المائية. إضافةً إلى ذلك، تم تنفيذ أعمال صيانة واسعة للخط الناقل الرئيسي الذي يصل مداه الى حوالي 4 كيلو متر، وذلك من خلال استبدال الأنابيب المدمرة لضمان تدفق المياه بسلاسة وكفاءة.
ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود الإنسانية الرامية إلى التخفيف من معاناة السكان وضمان حصولهم على المياه الصالحة للاستخدام، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي جعلت من الحصول على المياه تحديًا يوميًا. تعكس هذه الجهود التزام الإغاثة الزراعية ومنظمة كير الدولية بتحسين الظروف المعيشية للسكان، وتوفير حلول تعزز من قدرتهم على الصمود في وجه الأزمات المستمرة الناتجة عن الحرب على القطاع المستمرة لقراب العام ونصف.