في اليوم العالمي للعمل الإنساني: الإغاثة الزراعية ركيزة لتعزيز صمود المجتمعات المتضررة في فلسطين

2024-08-21

date_range

في اليوم العالمي للعمل الإنساني: الإغاثة الزراعية ركيزة لتعزيز صمود المجتمعات المتضررة في فلسطين 

 

الإغاثة الزراعية: ركيزة العمل الإنساني ودعم المجتمعات المتضررة من الأزمات

 

  يحتفل العالم في 19 أغسطس من كل عام باليوم العالمي للعمل الإنساني، ويُعد هذا اليوم مناسبة قيمة لتكريم العاملين في مجال العمل الإنساني، وتعزيز الدعم والتضامن مع المجتمعات التي تعاني من الأزمات والكوارث، وتعتبر فرصة لتسليط الضوء على أهمية العمل الإنساني وزيادة الوعي بالتحديات التي تواجه العاملين في هذا المجال.

بهذه المناسبة التي تحل على الأراضي الفلسطينية في ظروف معقدة وكارثية فإن الإغاثة الزراعية نؤكد على الحاجة الملحة لتوحيد الجهود الدولية لمواجهة الأزمات الإنسانية ودعم المبادرات التي تهدف إلى تحسين حياة المتضررين في المجتمعات الهشة والفقيرة والأكثر عرضة للخطر.

وتُشكل تدخلات الإغاثة الزراعية عنصرًا حيويًا في دعم المجتمعات المتضررة من النزاعات والكوارث الطبيعية وتجلت إبان حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة ٢٠٢٣، حيث تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز قدرة الأفراد  والمجتمعات على الصمود والتعافي  والتى تنعكس رؤيتها في العدالة الاجتماعية والتحرر الوطني والزراعة و قضايا الريف  وأهدافها الاستراتيجية وبرامجها المختلفة  وتركز هذه التدخلات على دعم وتعزيز صمود المزارعين و الوصول إلى الفئات الفقيرة والمهمشة و أطرها و حشد وتطوير طاقات سكان الريف لتمكينهم من السيطرة على مصادرهم من خلال طاقم متميز ومتطوعين منتميين لمجتمعهم في إطار برامج ريادية وممارسات إدارية و فنية عصرية وشفافة لبناء مجتمع فلسطيني حر وديمقراطي تسوده قيم العدالة الاجتماعية.

 

وفي سياق فلسطين تعد تدخلات الإغاثة الزراعية ركيزة أساسية ضمن جهود التعافي وإعادة الإعمار والتنمية الشاملة، خاصة في المناطق التي تعاني من آثار الأزمات المتكررة وممارسات الاحتلال  الاسرائيلي وانتهاكه لحقوق المزارعين و التي تضمنت  دعم المزارعين الفلسطينيين من خلال برامجها الاستراتيجية لضمان قدرة المزارعين  والقطاع الزراعي على الاستمرار في إنتاج الغذاء، مما يعزز من الأمن الغذائي ويقوي من صمود المجتمعات في وجه التحديات.

 

تحرص الإغاثة الزراعية على مراعاة مبادئ العمل الإنساني، خاصة في المجتمعات التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش حيث تشمل هذه المبادئ الإنسانية، الحياد، عدم التحيز، والاستقلالية، وتعمل على تجسيدها من خلال عدة آليات:

أولاً، الإنسانية: حيث تسهم الإغاثة الزراعية في تخفيف معاناة المزارعين المتضررين من النزاعات والكوارث الطبيعية عبر تقديم الدعم اللازم لإعادة تأهيل أراضيهم الزراعية وتوفير البذور والمعدات الضرورية، مما يضمن تلبية احتياجات الأمن الغذائي ويعزز قدرة المجتمعات على الصمود.

ثانيًا، الحياد: فهي تُقدَّم المساعدات الزراعية دون انحياز لأي طرف في النزاعات، مُركزّةً على الاحتياجات الفعلية للمتضررين، مما يضمن فعالية وعدالة المساعدة، وتوجيهها للجميع بغض النظر عن خلفياتهم السياسية أو مركزهم الاجتماعي.

ثالثًا، عدم التحيز: حيث تُعطى الأولوية للمزارعين الأكثر تضررًا بناءً على تقييم موضوعي للاحتياجات، مما يضمن تلبية احتياجات الجميع بشكل منصف.

وأخيرًا، الاستقلالية: إذ تعمل على تقديم الإغاثة  بشكل مستقل عن الأجندات السياسية أو الاقتصادية، مما يضمن أن تكون قرارات تقديم المساعدة مُوجهة نحو تحسين حياة المستفيدين وتعزيز استقرار المجتمعات المتضررة.

 

إن تعزيز المبادئ الإنسانية يُمكّن الإغاثة الزراعية من بناء الثقة بين المجتمعات والمنظمات الإنسانية، مما يعزز قدرة المجتمعات على التعافي والتكيف مع التحديات وتعكس هذه الجهود الجوهر الحقيقي للعمل الإنساني، حيث تبرز أهمية التضامن والتعاون في مواجهة الأزمات، وتعزز الأمن الغذائي والاستدامة في المجتمعات المتضررة.

و  في إطار حماية العاملين في المجال الإنساني في فلسطين وقطاع غزة، 

 الإغاثة الزراعية ندعو المجتمع المحلي إلى تعزيز الوعي بأهمية دور العاملين في المجال الإنساني  واحترام عملهم، مع تقديم الدعم والحماية اللازمة لهم لتأدية مهامهم في بيئة آمنة. 

نؤكد على ضرورة تعزيز التعاون بين المجتمع والعاملين لتسهيل وصول المساعدات وتفادي المخاطر. 

على الصعيد الدولي، نحث المجتمع الدولي على فرض احترام القانون الدولي الإنساني وضمان سلامة العاملين. يجب أن تكون هناك إدانة واضحة لأي هجمات ضدهم، مع مطالبات بتحقيقات واستجابة فورية.

توفير الدعم الأمني واللوجستي، وتعزيز الحماية القانونية من خلال توثيق الانتهاكات، وتقديم الدعم لمنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية التي تعمل على مراقبة الوضع وتوثيقه. إن حماية العاملين في المجال الإنساني ليست مجرد واجب أخلاقي، بل ضرورة لضمان استمرار العمل الإنساني في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني.

فلنجعل من هذا اليوم  يوم للتحفيز والعمل من أجل مجتمع فلسطيني أفضل للجميع