في إطار سعيها المتواصل لتعزيز الابتكار الزراعي وحماية البيئة، نظّمت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) زيارة ميدانية للاطلاع على فعالية جهاز تعقيم التربة باستخدام غاز الأوزون، وذلك ضمن أنشطة مشروع "تعزيز سبل العيش المستدامة والفرص الاقتصادية الشاملة في المجتمعات الريفية في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، الممول من وزارة خارجية دوقية لوكسمبورغ.

وقد تميزت التجربة بكونها الأولى من نوعها في فلسطين، حيث يتيح الجهاز تعقيم التربة دون الحاجة إلى استخدام أي مواد كيميائية، وذلك من خلال تحويل الأوكسجين النقي إلى غاز الأوزون ومزجه بالماء لري الأراضي الزراعية.

هدفت الزيارة التي شارك فيها مملين عن جامعة خضوري واتحاد الجمعيات التعاونية وجمعية كفر اللبلد وباقة الشرقية التعاونية ومزارعين،  إلى أخذ عينات من التربة قبل تشغيل الجهاز لفحص أمراض التربة، ثم تشغيل الجهاز وأخذ عينات جديدة بعد استخدام الأوزون، وذلك لمقارنة النتائج والاطلاع على أثر الأوزون في القضاء على أمراض التربة والتخلص منها.

وأظهرت التجارب أن استخدام الأوزون يُسهم في تقليل استهلاك مياه الري بنسبة تصل إلى 35%، كما يُساعد على تفكيك الأسمدة وتحليلها، مما يُقلل من كمية الأسمدة المستخدمة بنسبة تصل إلى 40%. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الجهاز على المزارعين ما لا يقل عن 2500 شيكل للدونم الواحد، من حيث تكاليف البلاستيك، والأدوية، والمياه، إلى جانب اختصار الوقت اللازم لبدء الزراعة، حيث يمكن الزراعة بعد ساعتين فقط من التعقيم.

ويمكن أيضًا استخدام الأوزون لري النباتات بنسب دقيقة للقضاء على أمراض التربة، أو رشه مباشرة على النباتات لعلاج العديد من الآفات مثل العناكب، والبياض الدقيقي والزغبي، والأعفان، واللفحات. ومن الناحية البيئية، فإن نواتج الأوزون تتحول مجددًا إلى الأوكسجين، ما يجعله وسيلة آمنة وصديقة للبيئة، تُسهم في تقليل الأضرار الناتجة عن الاستخدام المفرط للأسمدة والمبيدات واستنزاف الموارد المائية.

تأتي هذه المبادرة ضمن جهود الإغاثة الزراعية المتواصلة لتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، وتقليل التكاليف على المزارعين، ودعم الابتكار البيئي في الزراعة الفلسطينية.

وقد تم دعم الجهاز لصالح أحد المزارعين الرياديين في المنطقة، مما سيشكّل له فرصة عمل جديدة من خلال تقديم خدمات تعقيم التربة للمزارعين المجاورين، مما يعزّز من دخله ويوفر في الوقت نفسه خدمة بيئية وزراعية متطورة للمجتمع المحلي.

بهذه المبادرة، تسعى الإغاثة الزراعية إلى خلق فرص اقتصادية مستدامة، وتحقيق فائدة مشتركة للأفراد والمجتمعات الريفية، بما ينعكس إيجابًا على سبل العيش والنظم البيئية الزراعية في فلسطين.